تأسست مؤسسة الملاذ للرعاية التلطيفية في شباط من العام 1993 بهدف تلبية حاجة إنسانية مهمة، تتمثل بتخفيف الألم وتقديم الرعاية التلطيفية للمرضى الذين يعانون من أمراض مستعصية.
على الرغم من الاعتراف منذ زمن بهذه الحاجة في الأردن، إلا أنها لم تتحقق حتى اجتمعت مجموعة من الأشخاص لتبادل الخبرات، وكان لدى هذه المجموعة شيئان مشتركان: فقد شهدوا وعاشوا تجارب صعبة مع مريض عزيز يعاني من مرض مستعصي، وكان لديهم جميعاً الشغف لترجمة هذه التجربة إلى مساعدة عملية وإنشاء وعي جماعي. وقد ساهم هذا بوضع الأسس لبدء فكرة تأسيس الملاذ. وقد منحت هذه الرؤية الشخصية القوة والتصميم للمساعدة في تخفيف الألم والمعاناة والعزلة التي يعاني منها المرضى وأسرهم، وهنا بدأت رحلة خدمة المجتمع، وولدت فكرة مؤسسة الملاذ للرعاية التلطيفية.
وتتمثل رؤيتنا بالشعور بالتعاطف مع المرضى في المراحل المتقدمة وأسرهم، بالإضافة إلى التأكيد على أن المرضى المصابين بأمراض مستعصية من الممكن أن يكونوا أكثر راحة ويتم تخفيف آلامهم دون تكبد أي تكاليف أكبر. وهدفنا مساعدة الآخرين في التغلب على العقبات من أجل تقديم رعاية أفضل للمرضى. وتم التوصل إلى استنتاج مفاده أن هناك موهبة واهتمام وبعض الخبرات المطورة بشكل فردي في الأردن، والتي تحتاج إلى تنسيق وتوجيه للمساعدة في تطوير خدمات الرعاية التلطيفية والوعي الوطني بأهميتها.
كان هدفنا أيضًا هو تشجيع الناس على التعامل مع الموت ليس على أنه شيء غير طبيعي أو مخزي أو خاطئ، ولكن باعتباره نتيجة طبيعية للحياة مهما كان توقيته غير مناسب. فعلينا القضاء على المخاوف والمفاهيم الخاطئة والتركيز على تكريم أولئك الذين على وشك إكمال رحلتهم في هذه الحياة.
في شباط من العام 1993، تحققت رؤيتنا لإحداث فرق من خلال إنشاء مؤسسة الملاذ للرعاية التلطيفية لتقديم خدمات الرعاية التلطيفية التي تعمل على تحسين نوعية الحياة ضمن جهودنا لسد الفجوة بين الخدمات المتاحة للمرضى في المراحل المتقدمة من المرض وتقديم مساعدة يحتاجونها بالفعل. فقد أصبح برنامج الملاذ الأول من نوعه في العالم العربي يقدم مفهوماً شاملاً للرعاية التلطيفية للمرضى وأفراد أسرهم.
وكمؤسسين لبرنامج يقدم الرعاية التلطيفية، الأول في الشرق الأوسط، فإننا نؤمن بأن نجاح هذه التجربة يعود بشكل كبير إلى دعم المهنيين المبدعين الملتزمين والأفراد والمتطوعين بالإضافة إلى مشاركة المعلومات والموارد. كما أن التعاون بين الأفراد والبرامج المقدمة عززت من مفهوم الملاذ، ودعت إلى الاعتراف به وإدراجه كبديل رعاية صحية قانوني ومعترف به في رعاية المرضى في المراحل المتقدمة من المرض وأسرهم. وستظل هذه المعايير نفسها ضرورية مع نضوج مفهوم الملاذ واستقراره ونموه لتلبية المتطلبات الجديدة.
كان الدكتور مازن البشير عضواً في الجمعية العامة منذ آذار 1998 وأصبح عضو في مجلس الإدارة منذ عام 1999. تولى الدكتور مازن منصب رئيس الملاذ منذ عام 2003، وحافظ على جودة الخدمات المقدمة لمساعدة ما يصل إلى 500 مريض حتى توفي في الرابع من آذار من العام 2020. وسيبقى شغفه وتفانيه لمرضى الملاذ في قلوبنا وكل من عرفه.
"وتكريماً للمرحوم الدكتور مازن، فإنني أشعر بتقدير عميق لتجربتنا سوياً لدعم مرضانا وعائلاتهم. وأشعر بالامتنان لما عشته من حياة تتميز بالنزاهة والحب والكرم والتواضع والحكمة، واضرع بالدعاء الدائم لك وأطلب لك الرحمة وأتمنى أن تصلك هذه المشاعر وأن تحيطك وترافقك في رحلتك الأخيرة".
مع خالص المحبة والامتنان اللامتناهي،
غدير برهومة